كان يعرف الرسام ان هناك فارا صغيرا يبعثر
اوراقه ويسكب الوانه كان هذا الفار يعيش معه في تلك الشقه الصغيره المكونه
من حجره واحده ينام بها الرسام ويرسم فيها وهناك كانت صاله صغيره تؤدي الي
حمام صغير
وكلما ذهب الرسام بعيدا يطفئ الانوار
ويخرج الفار يبحث عن اي شئ ياكله بين اعقاب السجائر المتراميه وزجاجات
البيره المرصوصه والالوان المسكوبه ومجالات الجنس المبعثره كان الفار يجتهد
في ان يغير ملامح كل شئ يتسلق اللوحات ويضاجع نساء المجلات ويرتشف قطرات
البيره ولا يجد ما ياكله ولكنه اعتاد هذه الحياه كان فارا هزيلا يتنصت علي
الرسام كثيرا اعتاد انفاسه ونحيبه في ليالي خاليه من مرديه واختار الفار ان
يعيش معه دون اتفاق بينهم اعتادا ان يطمئن كل منهم الاخر دون مواجهه وفي
تلك اليوم عاد الرسام متأزما صارخا لقد قابله صاحب المنزل وهدده بالرحيل
اذا لم يستطع ان يسد ايجار السنين الماضيه
ودخل الرسام الحجره واضاء كل الانوار كان
بائسا عاجزا فتلك اللوحات متناثره لا يشتريها احد ولا يملك الا بعض كلمات
الاعجاب من الاصدقاء والنساء التي يرسمها مقابل ليالي دافئه سحقا لكل شئ
ارتمي علي الكرسي الخشبي الهزاز الوحيد في شقته وبدا وكأنه مدفون في هذا الكرسي
ولكن خرج عليه الفأر دون خوف وتقدم وتقدم
ووقف امام الرسام ينظره الرسام فأرا صغيرا كيف تجرا علي ان يظهر هو يعرف
دائما انه يخرج في ظلمه الشقه يعرف انه موجود دائما ولم يبحث عنه قط
الرسام:كيف تجرؤ ان تقف امامي هكذا
لا تخاف تتحداني يمكني قتلك ابتعد انا الان ثائرا
ينظره الفار دون تحرك يقف ثابتا لا يأبه بما يقول يظل شامخا ناظرا اليه
الرسام: يمكن انك تعتقد اني جبان واو
يمكنك ان تفهم اني ضعيف ولكني فنان ارسم مشاعر واحاسيس لا اقوي علي قتل
الحب او الاخلاص او الجمال او ---------- لا يمكني ان استحمل تلك النظرات
ساتركك وانام
يغرق الرسام في حلم مزعج يصارع صاحب البيت ويضربه ويضربه ويضربه ويستيقظ علي صوت صرخه كبيره
ليجد الفأر ميتا امامه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق