إجمالي مرات مشاهدة الصفحة


الأحد، 17 يونيو 2012

انتحار فأر

كان يعرف الرسام ان هناك فارا صغيرا يبعثر اوراقه ويسكب الوانه كان هذا الفار يعيش معه في تلك الشقه الصغيره المكونه من حجره واحده ينام بها الرسام ويرسم فيها وهناك كانت صاله صغيره تؤدي الي حمام صغير 

وكلما ذهب الرسام بعيدا يطفئ الانوار ويخرج الفار يبحث عن اي شئ ياكله بين اعقاب السجائر المتراميه وزجاجات البيره المرصوصه والالوان المسكوبه ومجالات الجنس المبعثره كان الفار يجتهد في ان يغير ملامح كل شئ يتسلق اللوحات ويضاجع نساء المجلات ويرتشف قطرات البيره ولا يجد ما ياكله ولكنه اعتاد هذه الحياه كان فارا هزيلا يتنصت علي الرسام كثيرا اعتاد انفاسه ونحيبه في ليالي خاليه من مرديه واختار الفار ان يعيش معه دون اتفاق بينهم اعتادا ان يطمئن كل منهم الاخر دون مواجهه وفي تلك اليوم عاد الرسام متأزما صارخا لقد قابله صاحب المنزل وهدده بالرحيل اذا لم يستطع ان يسد ايجار السنين الماضيه 

ودخل الرسام الحجره واضاء كل الانوار كان بائسا عاجزا فتلك اللوحات متناثره لا يشتريها احد ولا يملك الا بعض كلمات الاعجاب من الاصدقاء والنساء التي يرسمها مقابل ليالي دافئه سحقا لكل شئ

ارتمي علي الكرسي الخشبي الهزاز الوحيد في شقته وبدا وكأنه مدفون في هذا الكرسي

ولكن خرج عليه الفأر دون خوف وتقدم وتقدم ووقف امام الرسام ينظره الرسام فأرا صغيرا كيف تجرا علي ان يظهر هو يعرف دائما انه يخرج في ظلمه الشقه يعرف انه موجود دائما ولم يبحث عنه قط 

الرسام:كيف تجرؤ ان تقف امامي هكذا 

          لا تخاف تتحداني يمكني قتلك ابتعد انا الان ثائرا

ينظره الفار دون تحرك يقف ثابتا لا يأبه بما يقول يظل شامخا ناظرا اليه

الرسام: يمكن انك تعتقد اني جبان واو يمكنك ان تفهم اني ضعيف ولكني فنان ارسم مشاعر واحاسيس لا اقوي علي قتل الحب او الاخلاص او الجمال او ---------- لا يمكني ان استحمل تلك النظرات ساتركك وانام 

يغرق الرسام في حلم مزعج يصارع صاحب البيت ويضربه ويضربه ويضربه ويستيقظ علي صوت صرخه كبيره 

ليجد الفأر ميتا امامه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق