إجمالي مرات مشاهدة الصفحة


الجمعة، 13 يوليو 2012

الطريق الغربي

الطريق الغربي

جرس المنبه يوقظني صارخا يقطع انفاس النوم العميق .ينزرني بيوم جديد -------رتيب------- تلك العادات الكاهله منذ سنوات--------
انتظر قطرات المياه الهاربه من الادوار الدنيا في تلك المنزل العتيق الذي لا يتحمل مضخات المياه الحديثه. اقف في الشباك استنشق انفاس البيوت المجاوره.ادخن السيجاره المتبقيه من الامس والحريص عليها لأبقي علي تلك العاده اللعينه حيث الدخان المتطاير في الحجره الوحيده التي اعيش بها---دقات الساعه تقترب من التاسعه تاخرت. انطلق الي موقف الاتوبيس 
انتظر وانتظر اتجشا اتثاءب ---- وانتظر انعس حينا واحيانا اشاهد الماره والمنتظرين بجواري الجل الواقف يتصفح الجريده ولسان حاله يهتف ارحمونا والفتاه الحاضنه حقيبتها وابتسامتها تجذب عيون السائرين وتلك المراه اللعينه ذات النظاره السميكه والرائحه العفنه الجالسه بجواري -------وانتظر وتأتي الحافله مكتظه واخري واخري ولا يمكني الركوب
اقرر ان اسير فكثير من الاطباء ينصحونني بالسير .الهث .......اتوقف قليلا ............اهرول ..........اتلفت حولي العاشره تاخرت
اصل الي المبني العالي باعمدته القديمه فكان يوما قصرا تسكنه عائله ملكيه مكونه من اربع اب وام ابن وابنه
ام اليوم اصبح وزاره عريقه بها ثلاثه مائه واربعه عشر قسم وكل قسم مكون من اثني عشره حجره  وفي احدي الحجرات الضيقه اشارك رفيق مكتبه لا اعرف نوع المشاركه ولكنها في غالب الاحيان تكون طبق فول درجه اولي وقراءه جريده قوميه.
انتظر دقات الساعه حتي الثانيه.........اتثاءب ..........لم تاتي الثانيه 
انتظر وانتظر .دقات الساعه الثانيه مهللا اهرول اصطدم بجموع العاملين اخترقهم بمهاره.اقفز حينا وازحف حيناحتي اصل الي البوابه الخارجيه.
اليوم ليس لدي الرغبه في الانضمام الي مجموعه المقهي المعتاد لقائها لندب الحظ في لعبه النرد حينا وفي الحياه احيانا
فانا لا اعرف سوي المنزل........... العمل.......... المقهي............ والمسجد يوم الجمعه.او اني اسير في الطريق الشرقي. اما اليوم فالحرارهالقاسيه والشمس الساطعه تعتصرني عرقا............ اشعر بالظمأ اضع يدي في جيبي اخرج بعض العمله المعدنيه المتبقيه من راتبي الشهري .انظر ناحيه الغرب حيث بائع الايس كريم.اتسال كيف يكون مذاقه في هذا الجو الحار.
منذ زمن بعيد حينما اخذني معه ابي في رحله غربيه لم اتذوق الايس كريم اشتاق اليه نعم سوف يقضي علي المتبقي من راتبي ولكن اذا لم افعل الان لن افعلها ثانيه . تقدمت بحذر وقلق حتي لا يراني احد من جيران الشارع الشرقي.
مددت يدي لبائع الايس كريم بكل مالدي من نقود ابتسم واعطاني كوبا من الايس كريم...........كان صغيرا........ لكنه يكفي ان اتذوق فغرضي هو التذوق والمعرفه.
كنت العق بهدوء حتي لا ينتهي تلك الاحساس بالاختلاف في هدوء القاعه الجالس بها اطفال واباء يعلمون اولادهم تناول المثلجات وبائع الايس كريم المبتسم .دخلت .............بوجها الباسم وانفها المسحوب لهامتها عزه وشموخ وعيناها الغائرتان يلمعان باسهم تصيب الجالسين حتي الطفل الجالس علي الطاوله في الركن البعيد كان ناظرا متاملا 
الكل يصمت ويري يداها باناملها الرقيقه تمد العمله الورقيه لبائع الايس كريم الذي اعطاها كوب كبير من الايس كريم
تقابلني علي الطاوله.......لم اعد اشعر  بتلك الطعم الملائكي لفاكهه الايس كريم بل شعرت برجفه وحراره تعتصر اطرافي من هي انها ليست من سكان الشارع الشرقي يبدو انها شارده من قافله غربيه
تنظر............ تبتسم ........... تستحي............. تنظر ثانيه.............   تتنهد
هي: شرقي
انا: (اتلعثم)نعم
هي: كم الساعه
انا: الرابعه مساء
لم تنتهي من الكوب كاملا ......تنهض
انا: لم تنتهي
هي: تاخرت
انا: انتظري
هي: لا يمكني..........اتبعني
انا: الي اين
هي: معي ..........حيث الطريق الغربي
تمد يدها تمسك بيدي............ اترك المتبقي من الكوب .......اعرف انها جريمه ولكني فعلتها
اتبعها اتامل فستانها الواسع المزركش بورود قرمزيه ومنديلها الطويل وشعرها المتطاير وقفزات قدميها في الهواء عدوا وسحرا
اتبعها حتي النهر تترك يدي تبتسم وترحل تذوب بين الماره ابحث عنها بين الماره والعبرين انظر الالوان في كل مكان الكل يهرول يعدو يتراقص يتسابق فرحا مرحا اشعر ببطئي ببطء الزمن الشرقي اشارات المرور تتناغم الوانا احمر اصفر اخضر ورجال الامن بزيهم العريق يتراقصون بين الماره بهمه وعمل وبائع الكوكاكولا تتقاذف من حوله البالوناتفي كرنفال غربي في ليالي الشتاء حيث بابا نويل يقدم ورود الميلاد للاطفال بابتسامه عام جديد مستقبل غربي
اشعر بالوحده لا يمكني الاختراق تعطلت عندي تلك المهاره في زحام القصر العتيق.الكل هنا يخترقني الاطفال والرجال والنساء وهي لم تعد لم تظهر بين حشود المبتهجين جلست بجانب المراءه البائسه تمد يدها لفتات المارين تمتزج ضحكاتها بنحيب الشارع الشرقي .نعم شرقيه العروق والمنظر اجلس بجانبها اضحك حينا واصرخ كثيرا كنوبات الصرع الشرقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق