الخميس، 30 يونيو 2016
الأحد، 26 يونيو 2016
الازمه
الازمه
يخترق نداء ثريا صوت المنبه ودقات الساعه ليفيق شادي مفزوعا يتنصت لكلمات
امه (مش عارفه ايه لازمتها تقفل الباب علي نفسك)وتضيف ضحكات الجده هدوءا في اطراف
شادي المتصلبه خوفا من امه يدرك شادي انه مازال نائما يسحب عروسته فراوله ويحضنها
ويقبلها وينظر طويلا في صوره والده المقابله للفراش بملامحه الحاده وشنبه الكثيف
فيخبئ العروسه خلف ظهره وكانه يخاف ان يفضح سره بان له عروسه
يحمل عروسته الدميه وادوات مكياجها ويعودهم الي مخباهم في الدولاب
كان يتلمس جسده العاري الالمس يشعر بنعومه بشرته الخاليه من مظاهر الرجوله
يتحسس فمه الصغير وانفه المسحوبه وشعره الناعم كان يقف امام مراته ليري شخص اخر
غير الذي يعرفه انه شادي ذلك الصبي الذي لم يتجاوز سنه الثامنه عشر لا يعرف لنفسه
طموح في دراسته انه يدرس لان امه تفرض عليه هذا كما انها تفرض عليه الملبس والمنزل
والاصدقاء والكلمات المنطوقه خوفا منها ثريا تلك الام التي انجبته بعد عشرين عام
من زواجها لياتي شادي ويرحل الاب مصابا بهبوط في دورته الدمويه فرحا بأبنه الوحيد
شادي الذي يتامل نفسه في مراته العتيقه لساعات كل يوم في حجرته الصغيره والتي تملا
حوائطها صور لملاكمين مشهورين وكعادته يرتب حجرته جيدا ويرتدي قميص المدرسه ويربط
كل زرائره حتي الاكمام ويخرج بعد ان وضع علي وجهه ابتسامه الرضا والمطلوبه من امه
كل يوم لتقابله وتفك له الازرار وتصرخ في وجهه ان من شيم الرجال استعراض الرجوله وبالطبع
يتلفت حوله ليجد المخلص الابدي لديه جدته القعيده لتبتسم له فتهون عليه كلمات امه
المؤلمه وبكلمات هادئه وصوت ناعم (امي ممكن اطول شعري )وبركان امه الثائر دائما
يطيح بحمم متوهجه في وجهه وفي كل اركان الصاله العتيقه المسدول ستائرها من ميلاده
فترمي بفازه للتكسر اجزاء صغيره (قلت ميت مره انت راجل )
ليحمر وجه شادي وتتلعثم الكلمات في فمه وبصوته الهادئ (اوك مام اوك)
ويبدا السرد اليومي لتلك الام الكهله والتي امتطي الشيب شعرها الا قليلا
كيف رفضت المتعه والزواج وفاءا لزوجها وحبا لوليدها الوحيد كيف استطاعت ان تكافح
وتعمل من اجل حياه كريمه له كيف ظلمها عمه ولكن ما يصبرها هو انه الابن الوحيد وان
عمه لم ينجب الولد بل ثلاث بنات
وكيف تحلم بان يكون رجل ذو شان في حياته تتفاخر به امام الجميع وتتضمد به
جراح السنين ثريا التي استاجرات محل صغير وكبرته بقروض بنكيه وتتعامل مع رجال
اقوياء في السوق انها تلك المراه التي تنتظر الكثير والكثير من ولدها ليحمل عنها
ويشد من ازرها
ينسحب شادي من المشهد المعتاد بهدوء دون تعليق واحيان دون اكتراث فهو
لايملك شئ يقدمه لها انه لا يعرف ما يمكن فعله سوي انه يذهب المدرسه يتعلم اشياء
لا يفهما ولا ينتبه لها احيان ان مايدور في عقله دائما انه يجب ان يكون رجل قوي
ولا يمكنه فعل ذلك ولا يعرف لماذا فالاصدقاء في المدرسه يسخرون من حركاته ومن صوته
الناعم الهادئ ومن بشرته الناعمه ايضا ولا يملك الا البكاء او الشكوي لميس ناهد
تلك الانثي الجميله المهندمه الملبس والحركه والتي دائما تبتسم في وجهه وتربت علي
كتفيه وتنشغل عنه بتليفونها وابتسامتها في الردود علي خطيبها باسل والذي يعمل معها
في نفس المدرسه وفي اوقات كثيره كان شادي ينظرهما يتغمازان ويضحكان ويبتسم ويحب
تلك العلاقه الرقيقه علي العكس من اصدقاءه الناظرين لها بجيبتها القصيره وفتحه
بلوزتها انها فتاه الليل التي يحلمون بها
ولا يعرف من الاصحاب الا مروان ذلك الفتي القوي صاحب البطولات في لعبه
البوكس والذي غالبا ما يدافع عنه ضد الزملاء المصرين علي السخريه منه يحبه جدا
ويتامل قسمات جسده في المباريات كثيرا يصطحبه في كل مكان في النادي في محل الاكل
وفي البيت احيانا يعرف مروان عنه الكثير الا سره الوحيد والذي عاده ما لا يفهمه هو
شادي نفسه لماذا لا يحب ما يحبه صديقه فتجده لا يريد ان يلعب بلاي ستشين او ان يرتدي القفازات ويباريه او حتي يشتري ما
يشتريه الشباب من هدايا خواتم او سلاسل انه يحب الورد والالعاب الهادئه والالوان
والرسم ويتعجب مروان كثيرا ولكنه يعترف بان كلا له شخصيته كان مروان دائم التحدث عن
حبيبته وكيف يعاملها وكيف يهاديها وكان شادي دائم الاستماع محب للمعرفه عنها
والمقارنه بينها وبينه واحيانا ما يشعر بالضيق ولا يعرف السبب واحيانا يصل للبكاء
حينما يجد ابتسامه الحب علي وجه مروان ويتركه يتحدث ويذهب للمنزل يحبس نفسه في
حجرته لايام
وحينما يخرج شادي من باب المدرسه تنتظره مي تلك الجاره الصغيره والتي
اعتادت انتظاره ليعودا سويا الي المنزل تتحدث كثيرا عن نفسها وزميلاتها وعلاقات
الحب الفاشله وانكسار قلوبهن وكيف تري الحب
وماهو مواصفات فتي احلامها وعاده تصف شادي شكلا وخلقا وكان شادي يسمع باهتمام ويتاثر احيانا بهن وفي
صحن المنزل تقبله مي علي وجنتيه وتصعد مسرعه يتعجب شادي لفعلتها
وفي الدور السابق لدوره تسكن صباح
والتي تنتظره يوميا لتقبله في راسه (انت بتتكثف انت زي ابني )ولكن في هذا اليوم
تستدعيه صباح ليركب لها لمبه بحجه انها لا تستطيع ويدخل شادي ليساعدها انها تلك
المراه المطلقه والتي دائما تقول عنها امه (انها ست مش مظبوطه)تخلع صباح الشال من
علي كتفيها ليجد نفسه امام امراه يملاها الرغبه والاصرار تداعبه وتقترب منه كثيرا
وهو في حاله فزع مما يحدث (انت خايف مني انت زي ابني )(انت بتحب مي بتعملوا ايه
احكيلي)ويرد بتلعثم شادي انها اخته وتخترق راسه افكار يحكي عنها زملاء الفصل عن
اصدقاءهن من البنات وماذا يحدث بينهم وتنهي تلك الافكار ضحكه صباح وهي تتلمس جسده
قليلا وينزاح بعيدا ويهرب ويصعد الي شقته متقززا ويدخل حجرته ويغلق باباه ويرتمي علي
الفراش يفتح اللاب ويتامل حسابه الشخصي والذي لا يحتوي عل اصدقاء سوي مروان وبنات
عمه هبه وسمر ويجد هبه تستعرض احدث صورها وسمر تكتب الحكمه اليوميه ومروان صور له
بمايوه الجيم
ثم يدخل علي حسابه الاخر والذي يكتبه باسم شيرين يحادث فيه كثير من الشباب
الذي لا يعرفهم ويبحث معهم عن كلمات الاعجاب والحب وعاده ما تنتهي هذه الجلسه
الملائكيه بصوت امه يقضي علي لحظات المتعه لديه يوقظه من حلمه الوردي ليدخله في
واقع يرفضه فقد عادت الام بعد يوم شاق من العمل وقسوته لتبحث عن هدوء المنزل ولكن
يعكر صفوها جلسته وحيدا في حجرته ويغلق الباب كعادته تتحدث معه ان يخرج مع اصدقاءه
ان يذهب الي الجيم ان يمارس اي هوايه لكنه دائما يومئ براسه بالمتاعبه وليس
الموافقه فهو ليس لديه الرغبه لكل ماتقوله هو كل مايريحه نفسيا ان يستلقي علي بطنه
علي سريره يرسم انثي جميله بشعرها الطويل المتطاير ولون شفاها الصارخ وحينما تاتي
بنات عمه للزياره تستلقي بجانبه سمر الصغري لتلون معه وتشاركه الرسم اما هبه فتقف
امام المراه تتامل جمالها وتتحدث مع يحي حبيبها ودائما ما ينصحها شادي ويحاول ان
يثبت ان الشباب لا يحبون ولكنها تعرف الحياه اكثر منه وفي الليل يبدا الميعاد الخاص
له بالانفراد بالدميه يسرح لها شعرها ويضع لها المكياج وبالطبع لا تعرف عنها امه
او اي من اصدقاءه
وتنهي الدراسه وفي الاجازه تصر امه ان يعمل مع نصحي تاجر الملابس رجل قبيح
الوجه وله فروع كثيره من المحلات وله عمل مع ثريا ووتتحدث معه عن شادي ليعمل معه
ويندمج مع الناس وفي اول يوم لشادي للعمل والذي يكره بالطبع يقابل مدام الفت زوجه
نصحي امراه جميله محافظه تتحدث بلباقه وتحب عملها وتعرف ان زوجها غريب الاطوار له
طلبات جنسيه خاصه معها فهو يمكن ان يجذبها بقوه ويمارس معها في احدي غرف تغيير
الملابس دون اكتراث بالعاملين الا ان نصحي ايضا له متطلبات جنسيه مع العاملين فهو
يحب الشباب ويمكن ان يعطيهم الكثير وبداشادي الزعر والفزع وفي احدي المرات حاول
نصحي ان يستدرج شادي في احدي الغرفات الا ان شادي لم يفهم ولم يهتم ولم يستطع ان
يفعل شئ سوي البكاء ويعامله نصحي بقسوه ويبدا ان يلومه كثير حتي جاء لحظه وطرده
وويحاول شادي ان يثبت لنفسه انه رجل يذهب لصباح ولا يدري ماذا يمكن ان يفعل
وتطفئ صباح به نار الرغبه دون ان يفعل شئ وتنصحه ان يكشف الا انه يزيد احباط
واكتئاب
يقف امام المراءه يتامل كل جسده العاري ان لديه الملامح الذكوريه ولكنه لا
يشعر بها يحاول ان يثير نفسه يقرر ان ينجح يتصل ب مي تاتي له يقبلها بعنف ولا
يشعر يفشل يبكي يرقد يضرب علي الفراش يسقط
لا تفهم مي مايحدث تدخل ثريا تشعر بالحرج مي تهرب من الموقف وتظن ثريا ان
ابنها قد لديه الرغبه مع مي تظن انه فعل شئ تلومه وبداخلها فرحه لا تستطيع اخفاءها
(مش هنا يافالح هتودي نفسك في داهيه )يزديه كأبه وحزن يرتمي علي فراشه وينام ليحلم
بمروان ومعه شيرين في مشهد حب وجري وعدو ليفيق علي عمه يجذبه من علي الفراش يلطمه
ويسحبه معه خارج الحجره يجد سمر تبكي وهبه
تدير بوجهها ناحيه اخري شارده وثريا لا تفهم مايحدث ليصيح العم علي نذاله شادي
وانحطاطه الي اقرب الناس له ابنه عمه هبه التي مرت بوعكه صحيه وعندما جاء الطبيب
اخبرهم بالحمل السفاح الذي وضعه في جوفها هذا الولد المدلل المستهتر الذي يدعي
الشرف والاخلاق وتتفهم ثريا الموقف وتتفق مع العم علي انهاء الموضوع بزواج شادي
لهبه شادي من يصارع عجزه الجنسي كما يظنه الحالم المحب لكل هفوات البنات يصرخ بلا
تلك الكلمه التي اخرجها مع نحيب انثي تجلد ويخترق قرار شادي كسهم مسموم قلب العم
ويتهوج غضب الام لتلطمه علي وجهه ليسقط شادي علي حجر جدته مستغيثا بها ويخرج العم
عازما علي الانتقام
وتقف الام صارخه في وجه شادي (اكيد انت زي مي اكيد هيه)
شادي صامتا يتمتم بكلمه لا بين شفتيه غير مسموعه غير مقروءه
دقات الساعه هي الصوت الوحيد في اركان الصاله التي تجلس علي الكرسي الهزاز
ثريا تهتز دون ان تقصد ووجه شادي يغرق في احضان الجده التي تبلل دموعها وجنتيها
ليخترق هذا الصوت طرقات باب مرعبه وينتبه الجميع ويدخل الشرطي يسحب شادي بين
توسلات الجده وجمود الام وفي القسم يدخل شادي في زنزانه مكتظه بالرجال في حاله
الانزاعج الحقيقيه في حياته انهم يقتربون يتلمسون جسده يفتشونه ويبحثون عن كل شئ
انها النهايه الكل ينهش فيه يستبحون خصوصيات جسده لا يملك الا الصراخ والعويل
لياتي عسكري ينهي ماساته ليصطحبه للخرج ليجد امه ومعها ريحاب المحاميه الشابه
ومعها رجل اخر من اصدقاء السوق الذي يتوسط لينهي الامر ويوافق عمه ان ينهي الامر
بالزواج الا ان شادي يصرخ ويرفض وويسقط مغشيا عليه وينقل الي المستشفي التابعه
للقسم
في النيابه تحدد هبه الوقت والمكان الذي استدرجها شادي فيه وتحكي تفاصيل
جريمته وكيف تخلي عنها وشادي يصمت ولا تجد ريحاب من شادي اي دفاع الا انا لا فقط
انا لا لايمكن انا لا يمكن
ويعيده الوكيل الي المستشفي لتنفرد امه به
الام:انت فعلا معملتش كده
شادي:لا لايمكن
الام:يعني اكيد هي مش هتقول كده الا لو كان في حاجه بينكم
شادي:لا مفيش لا هي ولا غيرها
الام:يعني ايه
شادي :يعني
الام:قولي يعني ايه
شادي:انا معنديش
الام:معندكش ايه
شادي:انا بحس بحاجات تانيه غير الرجاله بيحسوها
الام :ههههه تضحك بهستريا يعني انت مش راجل متعرفش تخلف
شادي:انا بحس العكس انا بحس اني
الام :تلطمه علي وجه انت شادي وحيد راجل من ضهر راجل لوسمعت الكلام ده تاني
هاكلك بسناني
شادي :حاضر حاضر
لغلق عيناه لا يري سوي صوره والده بشنبه السميك وحواديت امه عنه تخترق
اذنيه
ويزداد التحقيق تعقيدا مع اصرار هبه والعم وتحاول ثريا انهاء الموضوع مع
العم رغم انف شادي ولكنه يصر علي الرفض وتتفهم ريحاب هذا وتحاول التقرب منه ومعرفه
كل شئ لتفيق علي واقع شادي المفجع ولكنه يرفض الكشف الطبي حتي لا تغضب امه وتبدا
ريحاب جعل التحقياقات سريه وتذهب للشهود الذين طلبهم شادي الا ان ثريا تقف امامها
وتطردها ولكن ريحاب تصر علي الدفاع وتخوض التجربه ولكن الشهود صباح ونصحي يرفضان
المثول امام النيابه وينكرون كل شئ وتضطر النيابه للكشف الطبي اخيرا ويبدا فصل
جديد من حياه شادي وهو التقرير الطبي الذي يفيد بضروره تحويل شادي الي انثي وتسقط
ثريا ويسقط العم وتنكشف قصه هبه ويحي وقصه نصحي وقصه صباح وتتحالف المحاميه وتحولها الي راي عام ويصر شادي
ان يستقر ان يكون طبيعي ويقرر عمل العمليه ويدخل حجره العمليا مع صراخ ثريا وسقوط
صوره الاب
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)